أحدث الأخبار
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد

كتاب الرسائل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-06-2017


لفترة طويلة، كانت رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان حديث الجميع، هي قالت إن تلك الرسائل لم تعد كلمات وحروفاً ولواعج قلبين تيمهما العشق، تقول: «لقد تجاوز غسان كينونة الرجل العاشق، وفي الرسائل جزء من سيرة الكاتب والمناضل الذي أصبح ملك الجميع، وإن حكاية عشقه أصبحت إرثاً إنسانياً يجب نشره وحفظه في سجلات الأدب والتاريخ، وجعله في متناول الجميع!».

هذه الرسائل أحدثت ردات فعل مختلفة عند نشرها، لعل أهمها تلك التي رأت في تصرف غادة كثيراً من النرجسية والتباهي، بل والاستعراض، فحتى بعد 35 عاماً من رحيل كنفاني اعتبر كل حرف في تلك الرسائل اعترافاً علنياً يقول باختصار كم كان غسان عاشقاً متيماً، وكم كانت غادة امرأة غير مبالية أو حتى باردة في تلقي ذلك الكم المشبوب من العاطفة!

من خلال تلك الرسائل التي لم يتوقف عن إرسالها إليها، منذ التقاها في دمشق ثم في القاهرة، وعواصم أخرى، ظهر غسان مختلفاً عن تلك الصورة التي عرفه العالم بها، الرجل الصلب الذي كأنه قُدّ من صخر، الكاتب الذي لم يحتمل أعداؤه وقع كلماته فاغتالوه، هذا المناضل يقول لغادته:

«دونك أنا في عبث، أعترف لك مثلما يعترف المحكوم أخيراً بجريمة لم يرتكبها»، وهكذا نعترف معظمنا حين نكتب ما لا نستطيع قوله إلا ونحن متدثرون بمعطف الكتابة، ولقد ارتدى كثيرون معطف الرسائل فصنعوا لشخصياتهم صوراً أخرى، ومجداً وخلوداً لم تستطع تقديمه لهم إلا الرسائل وكتب السيرة الذاتية!

رواية «كتاب الرسائل» تتحدث عن كل ذلك، يستحث فيها كاتبها الروسي ميخائيل شيشكين براعته الكامنة في سبر عوالم العواطف وتحولات الزمن، فهل تتغير عواطفنا تجاه من نحب عبر تقلب الزمن؟ هل نفقد تأثيرنا فيهم؟ هل يبقى الحب برغم البعد والقسوة والظروف الرديئة التي ننحدر إليها برغم إرادتنا؟ في هذه الرواية انتهج الكاتب أسلوب تبادل الرسائل بين عاشقين «ساسا وفلاديمير» اللذين فرقهما الزمن والحرب!

هي تقول له في رسائلها كل ما يمر بها، دراستها وتخرجها وما تحب وما تتذكره، وعن عملها طبيبة، وكيف أكسب حياتها معنى جديداً، وبذلك تتغلب على هواجسها وظروف واقعها الصعب، وزواجها القدري وجنينها الذي فقدته، وعن موت والديها، وهو يحدثها عن المشفى العسكري، والجرحى، ويوميات الحرب والقتل والقسوة، هي تخبره عن انتصارها على المبتذل والقاسي وعن مرور الزمن، وهو يحمد الله أن القنبلة قتلت رفاقه ولم تصبه، وأنه لا يزال حياً يكتب لها.. هي ظلت تكتب له وهو قُتل.