أثارت القمة الخليجية المنعقدة في الدوحة تساؤلات كثيرة حول الخلافات القطرية مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي، بالأخص السعودية والإمارات والبحرين، حول الموقف من مصر بعد الانقلاب العسكري الذي وقع فيها من قبل الجيش المصري وقائده عبد الفتاح السيسي على أول رئيس مدني منتخب، الدكتور محمد مرسي، في يوليو 2013.

فرغم أن البيان الختامي للقمة، أكد على دعم دول المجلس لمصر حكومة وشعبا ولخارطة الطريق التي يقودها الرئيس الانقلابي عبد الفتاح السيسي، إلا أن كلمة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس القمة وأمير دولة قطر، خلت من أي ذكر لمصر، سلبا أو إيجابا.

وكان الأمير القطري قد أكد في كلمته أمام القمة اليوم إلى أن التجارب الأخيرة يجب أن تعلمنا ألا نسرع في تحويل الخلاف في الاجتهادات السياسية وتقدير الموقف السياسي والتي يمكن أن تنشأ حتى بين القادة، إلى خلافات تمس قطاعات اقتصادية وإعلامية واجتماعية.

وحذر الشيخ تميم من أن عدم استمرار آليات التعاون ومؤسساته بالعمل في مراحل الخلاف فإن أسس منظمة التعاون لن تكون متينة، مطالبا بالحفاظ على العلاقات الأخوية بين الشعوب الخليجية مطالبا بجعلها مفروغا منها حتى في مراحل الخلاف وإلا فإن المجلس سيبقى "جسما فوقيا"، حسب وصفه.

وشدد على أهمية الحفاظ على البديهيات التي تحكم العلاقات بين دول مجلس التعاون وشعوبه، موضحا أنها لا يجب أن تكون موضع تساؤل في أي وقت، مؤكدا على أن الممارسة التي تضع المشترك فوق المختلف عليه والتعاون فوق الخلاف، هي التي ستحول مجلس التعاون الخليجي إلى كيان حقيقي.

ودعا الكاتب السعودي طارق الحميد قبيل انعقاد القمة بمقال له بالشرق الأوسط، إلى أن يكون عبد الفتاح السيسي ضيف قمة الدوحة، وهو الأمر الذي كانت ترغب به الرياض وأبوظبي على الأقل، وكان المقصود الإيحاء لقطر بدعوة السيسي على غرار دعوة قطرية سابقة قبل الربيع العربي للرئيس الإيراني السابق أحمد نجاد لحضور إحدى أعمال القمة الخليجية بالدوحة. ويبدو أن تجاهل أمير قطر لمصر في خطابه، رفض قطري لأية تسويات مع نظام السيسي، وما البيان الخليجي الذي أشار إلى دعم "خارطة الطريق" بمصر إلا بيانا عاما توافقيا في صياغته على الأغلب، وغير ملزم إلا لمن أراد أن يلتزم به.  

يشار أن صحف الإمارات والسعودية حملت قمة الدوحة قبيل انعقادها الكثير من الاشتراطات لا التوقعات، وهي تطالب من القمة أن تتبنى تماما التوجهات لهاتين الدولتين في المجالات السياسية والأمنية كافة، وهذا ما لم يحدث فيما يبدو حتى الآن.