أكد أنور قرقاش، مستشار رئيس الدولة، أهمية تغليب لغة الحوار وابتكار الحلول السياسية الهادئة في التعامل مع الأزمات الإقليمية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الصداقات والتحالفات وتعزيزها، وعدم قطع حبال التواصل والمودة، خاصة في المراحل الحرجة التي تمر بها المنطقة.
جاء ذلك في سياق متصل مع المواقف الخليجية الداعية إلى خفض التصعيد في اليمن، وذلك عقب تصريحات وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي أكد أن المملكة استجابت لطلب الحكومة الشرعية اليمنية، وجمعت دول التحالف للمشاركة في عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، بهدف استعادة سيطرة الدولة اليمنية على كامل أراضيها.
وقال قرقاش في تصريح له على منصة إكس: "في هذه المرحلة الحرجة، التي مررنا بمثلها من قبل وسنواجهها مستقبلاً، لا بد من تغليب الحوار وابتكار المخارج السياسية، وحفظ الصداقات والتحالفات وتعزيزها، وعدم قطع حبال التواصل والمودة، مؤكداً أن القدرة المشتركة على إيجاد حلول متزنة تمثل الأساس لرؤية إقليمية قوامها الاستقرار والازدهار".
وأوضح وزير الدفاع السعودي، في رسالة موجهة إلى الشعب اليمني، أن تحرير المحافظات الجنوبية شكّل محوراً أساسياً لتحقيق هذا الهدف، مؤكداً أن المملكة تنظر إلى القضية الجنوبية من منظور سياسي عادل بعيداً عن تأجيج الصراعات، وأنها حرصت على إشراك مختلف المكونات اليمنية عبر مؤتمر الرياض لرسم مسار واضح لحل سياسي شامل.
وأشار إلى أن اتفاق الرياض مثّل إطاراً لمعالجة القضية الجنوبية، من خلال تأكيد مشاركة الجنوبيين في مراكز السلطة وفتح المجال لحوار وطني ينهي الخلافات، إلى جانب دعم الانتقال السلمي للسلطة، بما أتاح تمثيلاً فاعلاً للجنوبيين في مؤسسات الدولة، فضلاً عن تقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية وخطط تنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني وتعزيز صموده.
ونوّه الأمير خالد بن سلمان بالتضحيات التي قدمتها المملكة ودول التحالف مع أبناء اليمن خلال تحرير عدن وعدد من المحافظات الأخرى، مؤكداً أن الهدف كان استعادة الدولة اليمنية، وليس فتح الباب أمام صراعات داخلية جديدة، مع التشديد على رفض استغلال تلك التضحيات لتحقيق مصالح ضيقة.
وفي ما يتعلق بالتطورات الأخيرة، أوضح وزير الدفاع السعودي أن محافظتي حضرموت والمهرة شهدتا شقاً في الصف الوطني، أسهم في إهدار الجهود والتضحيات المبذولة، مشيراً في الوقت ذاته إلى الأدوار الحكيمة التي لعبتها بعض القيادات الجنوبية في دعم مساعي نزع التصعيد وإعادة الأمن، وإدراكها أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات ومنع استغلال الأوضاع من قبل المتربصين.
ودعا وزير الدفاع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتلقى الدعم والتمويل من أبوظبي إلى تغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية، والاستجابة لجهود الوساطة السعودية الإماراتية، عبر إنهاء التصعيد والانسحاب السلمي من المعسكرات وتسليمها لقوات "درع الوطن"، بما يسهم في دعم مسار الحل السياسي الشامل وتعزيز الثقة بين مختلف الأطراف اليمنية.
وفي السياق ذاته، كانت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن قد أعلنت في وقت سابق عن اتخاذ إجراءات فورية تجاه أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت، وذلك حمايةً للمدنيين والحفاظ على استقرار الأوضاع.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، إن هذه الخطوات جاءت استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، على خلفية انتهاكات إنسانية جسيمة ارتكبها عناصر من المجلس الانتقالي الجنوبي بحق المدنيين في حضرموت.
وأكد المالكي أن التحالف السعودي الإماراتي يواصل جهوده المشتركة لإخراج قوات المجلس الانتقالي وتسليم المعسكرات إلى قوات "درع الوطن"، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مهامها بحرية، محذراً من أن أي تحركات عسكرية تعاكس هذه الجهود سيتم التعامل معها مباشرة حفاظاً على أرواح المدنيين وضمان نجاح مساعي خفض التصعيد.
وشدد المتحدث باسم التحالف على ثبات الدعم الكامل للحكومة الشرعية في اليمن، داعياً جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية، وضبط النفس، والانخراط في المساعي السلمية الهادفة إلى حفظ الأمن والاستقرار.
وتعكس هذه المواقف، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية، التزام تحالف دعم الشرعية بخطط خفض التصعيد وتكثيف الجهود السياسية والعسكرية والدبلوماسية، بما ينسجم مع الرؤية التي أكدها قرقاش، والقائمة على الحوار، والحلول السياسية، وتعزيز الشراكات الإقليمية لتحقيق سلام مستدام في اليمن والمنطقة.
