علقت العديد من الصحافة الإسرائيلية على تبعات فشل رحلة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات للمرة الرابعة على التوالي، يوم الخميس، وذلك قُبيل أيام معدودة من موعد انتخابات الكنيست، واصفة إرجاء الزيارة بـ“إخفاق كبير بالسياسة الخارجية”

وقالت صحيفة The Jerusalem Post التي كانت أجرت قبل أيام حواراً مع نتنياهو، إنه "كانت لديه رسالة أراد تأكيدها" خلال المقابلة، حيث قال: "يمكنني تسيير الطائرات الإسرائيلية، أستطيع حماية إسرائيل. لديَّ سجلات على ذلك ونتائج وإثباتات. أما هم [المنافسون السياسيون] فلا يتمتعون بأي من ذلك. صحيح أنهم يملؤهم الطموح، لكن ليس لديهم أي سجلات تدعم ذلك ولا خبرات أو قدرات ولا مؤهلات مثبتة، والآن علينا تسيير الطائرات الإسرائيلية، من سيحركها؟".

وتقول الصحيفة، كان نتنياهو مهووساً بالتأكيد على تمتعه بالخبرات اللازمة على عكس منافسيه في انتخابات 23 مارس حتى إنه ذكر عبارة "تسيير الطائرات الإسرائيلية" 8 مرات، لكن في يوم الخميس، تعرضت هذه الطائرات "لهجمة من المطبات الجوية"، بالرغم من أنَّ نتنياهو "هو من يحركها"، إذ ألغيت رحلته شخصياً إلى الإمارات وسط أزمة الأردن.

ومن المجالات التي قال نتنياهو إنه سيحرك طائراتها بكفاءة أكبر من منافسيه السياسيين هي السياسة الخارجية؛ فقال ساخراً: "ما هي مكانة هؤلاء الأشخاص؟ في هذا المجال".

بشكل عام، تقول "جيروزاليم بوست". إن السياسة الخارجية تُعَد إحدى "نقاط القوة السياسية" لنتنياهو، وخاض حزب الليكود حملة في عام 2019 قالت إنَّ نتنياهو "متفوق على منافسيه"، إلى جانب لوحات إعلانية ومقاطع فيديو له وهو يلتقي بالرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وفي الآونة الأخيرة، شدد نتنياهو على أنَّ "مكانته على الساحة العالمية هي التي سمحت لإسرائيل بأن تكون في المرتبة الأولى في تطعيم سكانها ضد كوفيد-19".

وكان نتنياهو يأمل في تحقيق "جولة انتصار"، يوم الخميس 11 مارس ، مع الإمارات وإن كانت متأخرة- بعد ثلاث محاولات فاشلة.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن المسؤولين في الإمارات لم يكونوا متحمسين لقرب موعد الرحلة من يوم الانتخابات، لكنهم استسلموا بعد الضغط المستمر.

 وقال أحد المصادر في أبوظبي للصحيفة، إنهم يفضلون بقاء نتنياهو رئيساً للوزراء على أية حال؛ لذلك في نهاية المطاف نحّوا اللياقة جانباً.

"ملف العلاقات الإسرائيلية مع الأردن مهمل للغاية"

لكن في النهاية، تأجَّلت رحلة نتنياهو إلى الإمارات للمرة الرابعة، بسبب ملف في السياسة الخارجية مهمل منذ فترة طويلة؛ وهو: الأردن. تستمر التوترات مع الأردن منذ سنوات، وحذر خبراء السياسة الخارجية الإسرائيلية والمُطلِعون نتنياهو مراراً وتكراراً من أنه ينبغي عليه بذل المزيد لإصلاح العلاقة.

وحول ذلك، تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن زيارة نتنياهو "المُجهضة" للإمارات تحولت من "إعلان انتخابي مثالي" إلى "إحراج وطني"، حيث أرسل نتنياهو رئيس الموساد لأبوظبي كي يقنعهم بترتيب الزيارة للمرة الرابعة، وفي النهاية فشلت الرحلة بسبب إغضاب نتنياهو للأردنيين، مضيفة: "إنه أمر مثير للشفقة، كل ما حصل اليوم سيُدرج في تاريخ نتنياهو باعتباره إذلالاً وطنياً كبيراً".

وحسب الصحيفة، فإن ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبدالله كان ينوي هذا الأسبوع لزيارة الحرم القدسي الشريف، ونسق الأردن مع إسرائيل تأمين الأمير، الذي وصل إلى الحدود مع ما تقول إسرائيل إنه "عدد من الحراس المسلحين أكبر مما اتفقوا عليه"، بينما يقول الأردن إنَّ "إسرائيل غيَّرت شروطها في اللحظة الأخيرة". وعلى أية حال، عاد الأمير أدراجه ولم يصل إلى القدس.

وفي رد انتقامي واضح على الخلاف حول زيارة الأمير، تدخل الأردن لعرقلة رحلة نتنياهو المُخطَّط لها إلى الإمارات بمنعه من التحليق فوق مجالها الجوي، ولم يتراجع عن موقفه حتى فوات الأوان، حين كان نتنياهو قد أجّل الزيارة بالفعل.