أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

مصر إذا حكت..

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-02-2020

لم تتوقف مصر عن فعل الحكي، منذ آلاف السنين ومصر تحكي، لم تصمت يوماً، ولم تمل، تغيرت أشكال الحكي عبر الزمن، تغيرت طقوسه ربما، لكن الراوي ظل يحكي حكاياته دون توقف، ومن تلك الحكايات تناسلت أسماء وشخصيات ورموز وأساطير، بطولات، مذابح، انكسارات، ملوك، أميرات، قادة جيوش، فاتحون، عشاق، كتّاب، مخترعون، لصوص، شطار، مغنّون، مغتصبو مُلك، وبسطاء يُعدُّون بالملايين!

مصر إن حكت.. ماذا تقول؟ لا يوجد شيء لا تستطيع مصر أن تقوله، فليس هناك حدث لم يمر تحت سمائها، الراوي إذا قررت الإنصات له والرواية إذا أحببت قراءتها فليس لك سوى مصر، امشِ في شوارعها وحواريها، وأحيائها، تنزّه على صفحة نيلها، ادخل قصور ملوكها، اجلس على مقاهيها، وانظر كثيراً في وجوه البائسين من رجالها ونسائها وحتى شبابها الذين يمضون تحت شمسها كل يوم، لا تدري إن كانوا يعلمون ماذا يريدون فعلاً، أو كانوا يدرون إلى أين يمضون؟

أطل من نافذة غرفتي في الفندق المطل على نيلها العظيم، فأسمع هسيس ثرثرة بالكاد تصلني بين رجلين يستريحان على مقعدين، في مدخل بيت بدا لي كان في زمن مضى قصراً منيفاً آل أمره إلى مؤسسة حكومية، أراهما منهمكين في الحديث، فأتخيل أنهما يشكوان لبعضهما هموم الحياة ربما، وربما يناقشان شؤوناً خاصة كرجلين ناضجين في مثل عمرهما، وقد تكون السياسة قاسم حديثهما المشترك، فأتمنى لو أتلصص على حديثهما!

لكنني ما إن أغادر فندقي وأدخل إلى أحشاء المدينة، حتى تصافحني المكتبات والكتب العظيمة، أستمع إلى أحاديث في كل شيء، وأقرأ إعلانات تثير الضحك، وتهاجم سمعي آخر الأغنيات، وأرى شباناً وشابات تملأ عيونهم أسئلة الغد، فأشعر برغم كل الضجيج والغبار وانعدام الترتيب أنني أتنفس الحياة على حقيقتها، وأن مصر لا يمكنها أن تشيخ يوماً!