قالت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مسؤول إماراتي كبير، إن أبوظبي قررت الانتقال من "استراتيجية القوة العسكرية" إلى خطّة "السلام أوّلا" في اليمن.
وأضاف المسؤول خلال لقاء مع صحافيين في دبي مشترطا عدم الكشف عن هويته، أنّ هناك خفضا في عديد قواتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "استراتيجية وتكتيكية".
وقال "هناك خفض في عديد القوات لأسباب استراتيجية في الحديدة (في غرب اليمن) وأسباب تكتيكية في مناطق أخرى".
وأضاف "الأمر يتعلّق بالانتقال من (...) استراتيجية القوة العسكرية أولا إلى استراتيجية السلام أولا".
وقال مسؤول عسكري في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إنّ الإمارات "أخلت معسكر الخوخة جنوب الحديدة تماما وسلّمته قبل أيام لقوات يمنية، وسحبت جزءا من أسلحتها الثقيلة".
وتابع "لكنها (القوات الإماراتية) لا تزال (...) تدير الوضع العسكري في الساحل الغربي بشكل كامل مع القوات اليمينة ضمن عمليات التحالف بقيادة السعودية".
والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة السعودية في اليمن منذ مارس 2015، دعما لقوات الحكومة اليمنية في مواجهة الحوثيين المقرّبين من إيران.
وفي وقت سابق، قال الباحث جيمس دوروسي في موقع “لوبلوغ” إن قرار الإمارات سحب معظم قواتها من اليمن يكشف عن الحقائق الصعبة للجيوسياسة في الشرق الأوسط.
ويرى الباحث في مدرسة “أس راجاترانام” للدراسات الدولية في سنغافورة إن سحب القوات يشير إلى أن الإمارات العربية تحضر لإمكانية مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران والتي ستكون السعودية والإمارات ساحتان رئيسيتان فيها.
وفي الوقت الذي سحبت فيه الإمارات معظم قواتها من المناطق الرئيسية في اليمن إلا أنها خلفت وراءها قوات محلية دربتها للقيام بالمهمة نيابة عنها، بحسب الباحث جيمس.
ويشكك مراقبون بدوافع أبوظبي وتبرير "السلام أولا" كون هذه الاستراتيجية لا تعتمدها في ليبيا مثلا ولا في السودان حيث تدعم العسكر في هذين البلدين ضد الناشطين، كما أن السلام أولا يقتضي من أبوظبي نزع الاحتقان محليا نظرا لاستمرار ملف القمع والاعتقالات والمحاكمات والسجون منذ 2012 بدون أي بادرة لحل هذا الملف أو حتى للإفراج عمن يقضون محكومياتهم بالفعل.
ويقول مراقبون إن "السلام أولا" يتطلب ترميم الساحة الداخلية وإعادة اللحمة بين الإماراتيين من خلال تخلي أبوظبي عن نزعاتها التسلطية على الإماراتيين والإمارات الأخرى، على حد تعبيرهم.
