أحدث الأخبار
  • 11:52 . الرئيس السوري يستقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد
  • 11:02 . مدارس تُقيّم أداءها في الفصل الدراسي الأول عبر آراء أولياء الأمور... المزيد
  • 10:55 . مجلس النواب الأميركي يوافق على إلغاء قانون قيصر بشأن سوريا... المزيد
  • 07:29 . صحيفة بريطانية: واشنطن تفرض عقوبات على الكولومبيين المتورطين في حرب السودان وتتحاشى أبوظبي... المزيد
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد

إنه وهم التواصل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-08-2017


في القرى والبلدات البعيدة وسط الريف الأوروبي الطازج باخضراره وبهائة ورقة هوائه، تكاد التقنيات ومنتجات التواصل تختصر وجودها في اضيق الحدود، هواتف بسيطة في أيدى عدد محدود، اما الاطفال فلا هواتف ابدا ولا الواح الكترونية بين ايديهم كما عندنا، الاطفال هنا يقودون دراجاتهن الهوائية في مسارات الجبال، يشتغل بعضهم في المحلات والمقاهي المنتشرة في كل مكان، يسبحون، يجدفون في البحيرات المنتشرة، وكأن ثورة التقنية والهواتف الذكية لم تصلهم بعد، حينها تقتنع ان نظام التربية ومناهج التعليم، واهتمامات الجماعة التي يتحرك فيها الفرد تلعب الدور الرئيس في الطريقة التي يحدد فيها الانسان اهتماماته واولوياته !
كلنا اليوم يشعر ويخاف ايضا من هذه التحولات التي أصابت عصب السلوكيات اليومية التي كانت تشكل حركة حياتنا المعتادة واليومية، لقد تغير كل شيء وما عاد الغضب والاحتجاج والنصائح تقود الى نتيجة تذكر، فالناس ابناء زمانهم في نهاية اليوم ، وهذا الزمان هو زمان التواصل والاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي، لكنه التواصل التقني، الافتراضي، البلاستيكي، والوهمي، يشبه تلك المرأة الفاتنة ذات الشفاه المنفوخة والصدر البلاستيكي والانف المرمم، والعيون الزجاجية والعدسة الصناعية ووو، لا شيء طبيعي او في مكانه.

مالتواصل الاجتماعي ، فهو تواصل بلا ادنى اتصال !!

اين ذهبت بركة العلاقات والاتصالات الحميمة والزيارات، وفناجين الشاي ورائحة القهوة وضحكاتنا، وكطفل صغير خائف فوجئ بظله فصرخ خائفا، نتلفت نحن يمينا ويسارا كذلك الطفل، نحن اليوم كمن فوجئ بتفلت الوقت، العمر، العادات الحميمة، وجود الأصحاب، الدفء، اللمة، ضجيج البهجة في قاع القلب.

ذلك كله أو لنقل الجزء الأكبر من هذه الحالة الانسانية والطبيعية جدا، الرومانسية على حد تعبير البعض، لقد ذهبت بركة العمر إلى غير رجعة، ما عادت تتسق مع يوميات اليوم.


اليوم نحن في عمق الوهم وعمق الاعتقادات المغلوطة، نعيش حضور الوهم في أوسع تجلياته وأكثرها نجاحا وسطوة، وأكبر الأوهام هو اعتقادنا أننا أكثر تواصلا مع العالم عما قبل، بينما لا أحد يرفع سماعة الهاتف ليقول لك مرحبا، او مساء الخير، فقط لبهجة الـ «مرحبا».


أحد أكبر أوهام المثقف مثلا اعتقاده بأن الناس لم تكن تقرأ قديما لأنه لا وجود للكتب، أو لأن الكتب كانت باهظة الكلفة، لكن الناس اليوم على سبيل المثال لا يشترون الكتب ليس لأنها غالية فهذا واحد من أكبر أوهامنا، الحقيقة أن الناس لم تعد تقرأ بمعزل كامل عن غلاء الكتب، بدليل أنني أعاني - كقارئ نهم - من تراكم أكوام الكتب التي أشتريها من معارض الكتب عاما في إثر آخر دون أن أقرأها ، نحن لا نقرأ إذن رغم وجود الكتب لأننا استلبنا وانشغلنا وفضلنا أمورا أخرى تماما، منها على سبيل المثال: السقوط في وهم الراحة والعبث بألعاب (الآبل ستور) والتنقل بين مواقع التواصل والبحلقة في الفراغ!