أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

حرب اليمن تخطو سريعاً نحو مواجهة مديدة

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 07-08-2017


منسية أو شبه منسية، لا تبدو حرب اليمن في مرحلتها الراهنة، منذ عام ونيّف، متجهة نحو أي حل أو أفق، عسكرياً كان أم سياسياً. صحيح أن ليس هناك جمودٌ كلّي، فالجبهات تتحرّك والسجال القتالي مستمرّ في مختلف المناطق، لكن السائد أن أي طرف لا يملك إمكانية الحسم. في المقابل يزداد الوضع الاجتماعي تدهوراً، وإذ تضافر نقص الغذاء والدواء، وتوقّف رواتب الموظفين والعمال، وتعثّر وصول المساعدات الخارجية، لتفاقم صعوبات العيش، فإن وباء الكوليرا وأوبئة أخرى جاءت لتكمل هذا الجحيم الواقعي. وبعدما جرّب مسؤولو الإغاثة الدوليون كل ما في وسعهم، فإنهم لم يعودوا يجدون كلمات وأوصافاً أو حتى أرقاماً يمكنها حثّ المجتمع الدولي على التحرّك، إذ إن الحقيقة على الأرض تتجاوز بمأساويتها كل حدود، وعندما يقال إن تسعة عشر مليون إنسان هم بحاجة إلى مساعدة، فهذا يشمل عملياً مجمل اليمنيين، الذين يراوحون الآن بين الفقر وما تحت الفقر.
وفيما يفقد الوضع الإنساني ما تبقّى من إنسانيته لا يبدي الانقلابيون، من حوثيين وحلفاء لهم، أي اهتمام بوضع كهذا بات شاهداً على فشلهم، وإن كانت لوثة التسلّط تحول دون أن يروا هذا الفشل. ومع أن رقعة سلطتهم تقلّصت، ولم يعودوا في موقع يمكّنهم من فرض شروطهم في أي حلّ، إلا أن يتصرّفوا بمناطق سيطرتهم، كما لو أنها تحوّلت معازل يحتمون فيها باحتجاز مواطنيهم كرهائن. وطالما أنهم قادرون على فرض استراتيجية إطالة القتال وإدامته، فسيواصلون رفض أية تسوية، إلا إذا انتزعوا فيها مكافأة على ما فعلوه بالبلد. وقد نجحت هذه الاستراتيجية في تعطيل أية مفاوضات، ومن ثمّ في إفشال أية وساطات أو مساعٍ أممية. ورغم تراجعهم ميدانياً في الداخل، وخسارتهم ورقة السيطرة على باب المندب، استطاعوا فرز مقاتلين والاستعانة بعسكريين من أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لجعل الشريط الحدودي مع السعودية جبهة متوترة وحتى ساخنة على نحو شبه يومي. بل يستخدمون صواريخ باليستية، والتقارير لا تزال تفيد بأنهم يتسلمون أسلحة نوعية من إيران، كما كشفت «رويترز» أخيراً.
لعل الطرف الآخر، ممثلاً بالحكومة الشرعية و»التحالف العربي»، كانت لديه توقّعات ورغبة في إنهاء الحرب في أسرع وقت، رغم السوابق التاريخية التي تشير إلى استحالة ذلك في اليمن. وبعدما أنجز ما استطاع، بكلفة عالية بشرياً ومادياً، يبدي الآن اقتناعاً بضرورة التكيّف مع حرب مديدة، لكن من دون استراتيجية واضحة. لذلك يحصل تصادم بين الأجندات، سواء بتفلّت الانفصاليين الجنوبيين، أو بمزيد من التهميش للحكومة الشرعية، أو بعدم التجانس والانسجام بين جبهات القتال. وكان التخبّط في الأهداف مسؤولاً عن تمكين الحوثيين و»الصالحيين» من إحداث دمار كبير في أهم مدن اليمن، تعز، وإلحاقها بحلب والموصل وغيرهما من المدن السنّية الكبرى بما يتماشى مع استراتيجية إيرانية لم تعد خافية.
كان بين وعود كثيرة أغدقتها الولايات المتحدة، أخيراً، أنها ستدفع باتجاه إنهاء الحرب في اليمن، إما بمساهمة عسكرية أو بضغوط سياسية، وليس من أثر حتى الآن لأي جديد أميركي في هذا الملف بالغ الإلحاح والسخونة. لم تكن مهادنة إدارة باراك أوباما لإيران مفيدة في بلورة حل سياسي، وليس مؤكّداً أن مناخ المواجهة بين إدارة دونالد ترمب سيكون فاعلاً في تمكين الحكومة الشرعية من دخول صنعاء. فالدول الكبرى لا توقف الحروب لأنها تستفيد منها.;