أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

أسس أردوغان للمصالحة التاريخية مع العرب

الكـاتب : محمد زاهد جول
تاريخ الخبر: 05-08-2017

في خضم التحديات التي تواجهها تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمته ألمانيا، على خلفية المواقف العدائية الأوروبية والألمانية ضد السياسات التركية الداخلية والخارجية في السنوات الماضية، وعلى رأسها المواقف المشبوهة لبعض الدول الأوروبية من التنظيمات الإرهابية التي تضرب الأمن القومي التركي وتستهدف اقتصاده، وبالأخص دعم تنظيم غولن الإرهابي، زعيم الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016، والعناصر الإرهابية التابعة لحزب العمال الكردستاني، التي تتخذ من الأراضي الأوروبية والألمانية ملاذا آمناً لها، وأوكارا للتخطيط بأعمال عدائية ضد تركيا، وتجمع التبرعات المالية من الأوروبيين، وتأخذ الدعم الأمني والسياسي والعسكري لمواصلة أعمالها الإرهابية ضد الشعب التركي.
وفي خضم الاختلاف التركي الأمريكي الحاد، على خلفية الدعم العسكري الأمريكي لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، وميليشياته المسلحة، وحدات حماية الشعب بالاسم الكردي، وهي قوات سوريا الديمقراطية نفسها بالاسم الامريكي، على الرغم من رفض تركيا لهذا الدعم العسكري الكبير لها، بسبب مخاوفها من تحويل هذه الاسلحة لداخل تركيا، واستخدامها من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني في أعمال إرهابية ضد الشعب التركي، حيث إن حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته المسلحة، هو فرع سوري لحزب العمال الكردستاني، يأتمر بأوامره وينفذ مخططاته، ولكن أمريكا تغض النظر عن المخاوف التركية، بحجة أن هذه الأحزاب الكردية تحارب «داعش»، بينما هي تمهد الأراضي السورية لبناء قواعد عسكرية لأمريكا في سوريا، بدليل أن أمريكا تغض النظر أيضاً عن الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيات التابعة لحزب «ب ي د» في عمليات التطهير العرقي في المدن والقرى العربية في الشمال السوري.
في خضم هذه التوترات بين تركيا وبعض الدول الأوروبية ومع أمريكا للأسباب السابقة وغيرها، وفي خضم البطء في سير توثيق العلاقات التركية الروسية، وبالأخص في المجالات العسكرية، وتأخر توقيع صفقة المنظومة الدفاعية الصاروخية س400 مع روسيا حتى الآن، تأتي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتعبير عن توجه آخر للسياسة التركية، وهو ضرورة تغيير المناهج الدراسية التركية، التي تسيء إلى العرب، فهذه السياسة التركية نحو العرب تمثل مؤشرًا على أن تفكير الرئيس التركي والسياسة التركية تتطلع، على المدى القريب والبعيد، لتوثيق العلاقات التركية العربية، بغض النظر عما ترسمه الظروف الراهنة والمعاصرة، فالرئيس التركي طالب بتغيير المناهج الدراسية في الكتب المدرسية، التي تعلم التلاميذ الأتراك بأن العرب طعنوا الدولة العثمانية والأتراك من الظهر، ووجهة نظر الرئيس التركي أن هذه القضية غير صحيحة، وأن ما وقع من أخطاء بين العرب والأتراك في التاريخ القريب كانت له ظروفه التاريخية الخاصة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، التي لا يتحمل مسؤوليتها العرب اليوم، ولا في المستقبل، وبالتالي فإن بقاء هذه المواقف العدائية بين العرب والأتراك ليس صحيحا، ولا صواباً، لأن القواسم المشتركة بينهما أكبر بكثير من نقاط الاختلاف.
يقول الرئيس أردوغان: «أستذكر بكل فخر واعتزاز مئات الآلاف من جنودنا الذين سارعوا إلى الشهادة دون أدنى تردد، وإخواننا العرب الذين حاربوا إلى جانبهم، كي لا تدنس أقدام الأعداء مقدساتنا الإسلامية، لقد آن الآوان لكي نضع جانبًا الكذبة القائلة إن «العرب طعنونا من الخلف»، التي انحفرت في الأذهان على مر الأجيال، لأنها أُدرجت في الماضي بشكل مقصود وخاطئ في كتب التعليم المدرسية»، أي أن التاريخ الاسلامي المشترك بين العرب والأتراك شاهد على الوحدة والتضامن والتعاون بينهما قرونا طويلة، بينما التركيز على لحظات تاريخية قليلة وخاضعة لظروفها التاريخية ينبغي أن لا تحكم على كل التاريخ التركي العربي، والمهم أن الرئيس يقول إن هذه المقولة العدائية بين الأتراك والعرب أدرجت في الماضي بشكل مقصود وخاطئ في كتب التعليم المدرسية، لأنها أدرجت لتعمل على توسيع شقة التباعد بين الأتراك والعرب بعد إسقاط الدولة العثمانية، وفي الوقت نفسه أدرجت في الكتب المدرسية العربية مثل هذه العبارات ضد الأتراك، في لحظات بعث القومية التركية، أو بعث القومية العربية بشكل خاطئ ومقصود، والسعي لإزالة هذه العبارات من الكتب المدرسية التركية خطوة إيجابية لتغيير مفاهيم الشعب التركي عن العرب، والعكس صحيح أيضاً.
إن هذه الرؤية التي يسعى الرئيس التركي لتغييرها في المناهج الدراسية في تركيا ينبغي أن تقابلها خطوات إيجابية في كل الدول العربية، التي لا تزال تدرس مثل هذه العبارات ضد الأتراك، فما وقع في التاريخ القريب لا يمثل أكثر من مرحلة تاريخية لها ظروفها التاريخية القاهرة، وتطلعات تركيا وشعبها اليوم بخلاف ما هي عليه النظرة الخاطئة التي أدرجت مثل هذه العبارات في الكتب المدرسية قبل عقود، وسوء النوايا أو المواقف الخاطئة لبعض الأحزاب القومية التركية أو العربية التي أسست ثقافتها الحزبية قبل نصف قرن وأكثر، ينبغي أن لا تبقى تحكم على الأتراك ولا العرب بالمنظار نفسه اليوم.
فالدول العربية العصرية أصبحت واقعا – كما هو الحال – بالنسبة للجمهورية التركية، وينبغي أن لا توجد مخاوف للأنظمة السياسية العربية من تركيا، وألا توجد مخاوف عربية بين أنظمتها السياسية نفسها، فالمحاولة الخاطئة من صدام حسين لضم الكويت بالقوة عام 1990 تمت مواجهتها من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، واستخدمت القوة العسكرية الدولية لإلغائها، فاستقرار النظام الدولي الحالي في البلاد العربية والاسلامية ليس مهددا بالزوال، والمساعي بين هذه الدول ينبغي أن تكون لتحسين العلاقات السياسية بينها، خدمة لمصالح شعوبها، وليس لمصالح أنظمتها السياسية فقط.