أحدث الأخبار
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد

صوت المفاتيح

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 28-06-2017


انتبه أبو عبد الله من غفلته على وقع جياد موكب الملكين الكاثوليكيين «إيزابيلاّ وفيرناندو»، وهي تدق صخور الرّابية على سفح جبل الرّيحان، ثم انقطعت الأصوات إلا من همهمة الجياد تنفث البخار من مناخرها في يوم شتوي قارس. همّ أبو عبد الله أن يترجل عن جواده ويتركه، ولكن فيرناندو منعه وعانقه بعطف. أدخل أبو عبدالله يديه في حقيبة على جواده، وأخرج مفاتيح كبيرة؛ التفت بعينيه دون أن يستدير إلى من خلفه ثم خاطب فيرناندو: هذه مفاتيح مدينة غرناطة، هي الأثر الأخير لدولة العرب في إسبانيا، وقد أصبحت أيها الملك سيد تراثنا وديارنا وأشخاصنا، فهكذا قضى الله، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً.
سرح أبو عبدالله ببصره على منظر مدينة غرناطة وقصر الحمراء، وعلى صوت المفاتيح الحديدية، وهي تنتقل من يد فيرناندو لأيدي كبار رجاله؛ تنهّد آخر ملوك الأندلس تنهيدة حسرة عميقة، وانهمرت دموعه، ثم جثا على ركبتيه وأجهش بالبكاء. في الصمت الواسع صاحت امرأة بنبرة مبحوحة، التفت العرب والإسبان لعجوز تخاطب أبا عبدالله «أجل فلتبك كالنساء ما لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال»؛ ليتكرر صداها عبر التاريخ بأكثر من ترتيب «ابكِ كالنساء على مُلك لم تحافظ عليه كالرجال»، أو «ابك كالمرأة ملكاً لم تعرف الدفاع عنه كالرجل».
أبطال مشهد «تلة زفرة العربي الأخيرة «Puerto Suspiro Del Moro» بسفح جبل الرّيحان في 2 يناير من عام 1492:
- أبو عبدالله الصغير، آخر ملوك دولة بني الأحمر في الأندلس، وبسوء أعماله، وفساد رأيه تسبب في التعجيل بضياع الأندلس. كان مخادعاً متخاذلاً جباناً. لجأ لفاس فاعتقله سلطانها، وأعماه، ثم تركه يتسول في الشوارع، ليموت الصغير الذي تجاوزته أفعاله الخاصة عن 75 عاماً.
- إيزابيلاّ وفيرناندو ملكا قشتالة وأراغون، ثم محررا إسبانيا، ومكتشفا أميركا تحت راية إسبانيا الموحدة القوية.
-العجوز عائشة الحرة: والدة أبي عبدالله. انقذت عرش غرناطة من مؤامرات ضرتها ثريا الرومية. وبثت روح المقاومة لدى ابنها أثناء حصار غرناطة، حتى عصاها. احترمها الإسبان وألفوا حولها القصص والأساطير، وحافظوا على منزلها «دار الحرة» بغرناطة حتى اليوم.

بالعجمي الفصيح
التاريخ ذو مرتبة تفسيرية فقط، لا صانع للأحداث. فهو يذكر الإسبان بالرّابية ومشهد ذلك اليوم الحزين الذي مضى، فخلدوه باسم شاعري «زفرة العربي الأخيرة». لكنه يذكرنا بالمشهد الختامي لحكم عربي دام ثمانية قرون بصوت المفاتيح الذي لم يتوقف، فما زال أحفاد أهل الأندلس في المغرب يحتفظون بمفاتيح بيوتهم الأندلسية، وما زال أبناء أهل فلسطين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المقدسية.;