أحدث الأخبار
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد

«أنا أكره تشيكو.. !»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-07-2015


مازلت أذكر شعوري بالغثيان كلما أخذني والدي، رحمه الله، إلى منزل أبو «تشيكو»، أكره كل شيء في ذلك الطفل، الذي لم يكن طفلاً مثلي! كانت رائحته دائماً زكية، كأنه يتعطر بشامبو «جونسون آند جونسون»، ملابسه نظيفة دائماً، والأدهى والأمرّ أنه كان يتحدث بإنجليزية عجيبة ومنمقة، تجعل الجميع ينظر إليه بإعجاب، ولم يكن مثلنا يقول I go كان يقول I went، ولن أنسى ما حييت نظرة أبي إليه وهو يناديه «أونكل»! عساه أنكلك الكسر قل آمين! «أونكل» هو آخر وصف يمكنك إطلاقه على أبي! كان يمكن أن يكون كل شيء في الدنيا إلا أن يكون «أونكل» لطفل رقيع مثلك.


لا أحتاج إلى تعاطفكم، معقد آخر في هذا الوطن!


* * *


هذه الإحصائية المقبلة ليست رسمية، لكنها صحيحة جداً، في رمضان هذا عزمني نحو عشرة من الأصدقاء، سبعة منهم لم يكن أبناؤهم يتحدثون العربية إطلاقاً، كانوا مثل «تشيكو»، عليه من الله ما يستحق تماماً، يتحدث إلى والده بالإنجليزية، وأصدقائي الذين أتحدث عنهم عرب بالطبع، بل قبيليون حتى آخر شفرة DNA، وحين يحس الوالد بنظراتي التي تكاد تلتهم ابنه غيظاً، يلكزه لكي يتحدث بالعربية، وليته ما فعل، فتخرج مشوّهة سخيفة، هلا عاامي، كيف هالااك، هيااك الله، أرد عليه بأسلوبه نفسه: مرهباا السااء، والله اللي خلاااف ما مااات،


أبوك لا بو حت الي يفطر عدكم!


جميع الآباء يتحدثون حول الفكرة نفسها ولديهم المبررات نفسها، لا أريد أن يعاني ابني الإنجليزية، ويخاف، كما كنا وكما أصبحت مادة «العنقليزي» عقدتنا، منهم من يرى أن الوظائف العليا لا تفتح إلا لمن يرطن بلغة لا تشوبها شائبة، منهم الكسول الذي ترك ابنه للبشكارة لكي يصبح لديه وقت، ويتمكن من إعطاء دورات في اللغة العربية للطلاب الحاصلين على دور ثانٍ، المبررات تتشابه، لكن الحجة واهية، فإتقان لغات عدة لم يعد أمراً غريباً في العالم «المُعولم» اليوم، والإنجليزية لغة مهمة، بل هي الأهم، ولكن اكتسابها من كل مكان، وفي كل مكان ممكن، أما العربية فإن لم تكتسب من أفواه قائليها فما الذي سيعوضها؟!


سيكبر ابنك وسيحصل على أفضل الوظائف والمناصب، كما كنت تحلم له أن يكون، ولكنه لن يتذوق شعراً، ولن يفهم تاريخاً، ولن يخشع لآية، فهل هذا ما تريده له فعلاً؟!


بالمناسبة بعد ثلاثين عاماً سألت عن اسم «مرحوم» الوالدين «تشيكو» الحقيقي، واتضح أنه «عبدالجبار»!