أحدث الأخبار
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد

تناقض واضح !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001


يمكننا القول بكثير من الثقة إن أغلب الناس لا يبالون بما يحدث لغيرهم أو حولهم، ودعوا جانباً حكاية الامتعاض والاستياء عن طريق الكتابة، فحين يكتب الناس يستفيضون في إظهار انفسهم كملائكة وكمثاليين، ذلك يمنحهم شعوراً براحة الضمير والطمأنينة، فحين يظهر الإنسان تعاطفاً مع الآخرين ويعبر عن ذلك بشكل علني وعام أمام الآخرين يشعره ذلك بسلامة موقفه العام واحيانا يشعر بشيء من البطولة والتفوق الإنساني أيضاً رغم من انه لا يفعل شيئاً أكثر من الكلام والكتابة لا أكثر، ومثل التعاطف نجد النقد والهجوم وإعطاء التصنيفات المختلفة للآخرين، فالناس لا يجيدون شيئاً قدر انتقاد وتصنيف بعضهم بعضا، الرجال ينتقدون طبائع النساء، النساء يتحدثن عن سلوكيات الرجال بعدم رضا، الأزواج غير راضين عن زوجاتهم، والزوجات لا يرضين عن أزواجهن مهما فعلوا لهن، المراهقون محل استياء من الكبار على طول الخط، والمراهقون لا يعجبهم العجب في كل شيء، وهكذا تدور رحى الأيام بينما طاحونة الحكايات تطحن أطنانا من القصص والملاحظات، هل هذا أمر طبيعي، لنعتقد ذلك ونمضي فذلك أفضل !

إن اللامبالاة والنقد الدائم وعدم الرضا والتعاطف الناقص، سلوكيات منتشرة وكأنها سمات عادية، وفي الحقيقة فهي سمات بشرية طبيعية جدا، بحيث نجد في أيامنا هذه تحديداً ، أن وجود ما هو عكس ذلك هو الغريب، حين تجد شخصاً متعاطفاً دون مصلحة تجد البعض يشكك في نواياه أو في قدراته العقلية، وحين تجد زوجاً مخلصاً ينظر له باعتباره غير طبيعي، والشخص البعيد عن لوثات العنصرية والطائفية في نظر البعض منافق أو كذاب، وهكذا... نجد اللامبالاة تطبع سلوكاً عاماً لكثرة ما اعتاد الناس على القسوة ومناظر القتل وأخبار الجريمة والعقوق والخيانة وال.... حتى تحولت اللامبالاة إلى هوية عالم بأكمله !

ليس الصغار أو المراهقون هم اللامبالون -فإذا كانوا كذلك- فإن لا مبالاتهم قد لا تؤذي أحداً سواهم، وهي مهما بلغت رعونتها تعتبر لامبالاة لها ما يبررها: فالعمر وقلة الخبرة والطيش وضيق الأفق وتبدلات الهرمونات في أجسادهم وغير ذلك تعطيهم شيئا من التبرير، لكن ماذا عن عالم الكبار، عالم العقلاء، الحكماء، الذين لا يكفون عن وصف الصغار باللامبالاة وبأنهم كائنات تافهة تستحق العقاب والتأنيب على طول الخط، بينما تفوح لا مبالاتهم هم بشكل يدفعك أحياناً للدخول في معركة مع أحدهم والتفكير في تحطيم رأسه لولا أنك شخص يجب أن تبدو مهذباً وحكيماً طوال الوقت !

جيل اليوم غير مهذب تقول لي إحدى المعلمات، هم غير مبالين بدراستهم وباحترام أهلهم ومعلميهم ، ويعبرون عن تعال غير مهذب تجاه الآخرين، قد أصدقها، وقد تكون محقة فعلا فهناك عدد كبير من الصغار لديهم هذه السلوكيات، لكن من أين أتوا بها؟ من سمح بتناميها في أذهانهم؟ أليس البيت؟ أليست الأسرة؟ أليس الكبار أليس الإعلام..؟ فمن اللامبالي هنا يا ترى؟

أظننا نحتاج لأن نراجع كثيراً من قناعاتنا وجداول المعايير التي نضعها لأنفسنا ونطبقها على الآخرين !