أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

حكم الحوثي وانفصال الجنوب

الكـاتب : جاسر الجاسر
تاريخ الخبر: 22-01-2015

حسناً فعل الحوثي، إذ رفع الستارة التي كانت تحجبه عن السلطة، فدخل الواجهة بعد أن كان يحرك أصابع هادي منصور للتوقيع على كل ما يريد، محافظاً على صورة ظاهرية للتقاليد الرسمية. منذ دخول الحوثي صنعاء لم يعد هادي رئيساً، بل مجرد ختم وتوقيع يخولان الحوثي كل ما يريد، ويوسعان نطاق سلطته ويمنحانه الشرعية، ومنذ 21 أيلول (سبتمبر) لم يصدر هادي أي قرار يخالف رغبة الحوثي، ثم سلّمه كل الأسلحة والسلطات من خلف حجاب. لا مبرر عملياً لاحتجاز الشخص المسمّى «رئيساً» زوراً وبهتاناً سوى إحداث توتر ينعش أسواق النفط سريعاً، نتيجة رفع حال القلق سواء على مستوى الإشعار أن السعودية في خطر أم بحكم التهديدات لمضيق باب المندب، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن، فلم تحدث أية استجابة فورية لهذا الخطر المفترض، ولعل المبادرة الإيرانية المفاجئة في الدعوة إلى حوار صريح مع السعودية تتسق مع هذا الانقلاب وتسعى إلى استثمار هذه التحولات السريعة.

الحوثي ليس لاعباً ساذجاً، بل نجح في الأشهر الماضية في تعزيز قبضته على السلطة، وكشف براعة لافتة في طريقة إدارة الصراع والتماهي الفاعل مع المتغيرات، فارضاً نفسه حاكماً فعلياً لليمن، فلم يعترض أحد طريقه المتشعب شمالاً وجنوباً، كأنه يتحرك في فضاء مفتوح وبيئة حاضنة، إلا أن الفارق أنه لا يمكن له حكم اليمن مباشرة، حتى إن استحوذ على كل أسلحة الجيش اليمني. نجح علي عبدالله صالح وإيران في صناعة بعبع سيعيث في اليمن فساداً ويدخله دوامات شتى، وألغيا حضور مجلس التعاون الخليجي وقدرته على الحركة، فما يحدث على الأرض أقوى تأثيراً وأصدق فعلاً من كل المؤتمرات والبيانات والعمل عن بعد، فضلاً عن خطئه الفادح في قبول غزوة سبتمبر.

صحيح أن اليمن خاصرة السعودية، لكن ليبيا خاصرة مصر وتونس، وسورية خاصرة الأردن وتركيا، لذلك فإن انعكاسات الانقلاب الحوثي هي في تموجاته السياسية ضمن شبكة الحسابات المعقدة، وليس له أي تهديد مباشر على الأمن السعودي مهما تطورت الأوضاع، ففي كل بلد النتيجة غير المباشرة لهذا الانقلاب الظاهري هي فتح شهية الحراك الجنوبي للانفصال، فلم تعد ثمة قشة حكومية يمكن التمسك بها، وبما أن لغة الانقلاب هي السائدة في اليمن فلماذا لا يجرب الجنوب حظه، خصوصاً وأنه المطمع والمحور في كل هذا الصراع، وهو المغنم الذي يشكل 90 في المئة من صادرات اليمن، و70 في المئة من موازنته، ثم إن بقاء الحوثي مهيمناً هو المبرر الأفضل، ويبقى الحسم حينها عسكرياً إن خنع الشمال بأكمله وقبائله للسطوة واستكان للوضع.

هذا الانقلاب ينسف المخطط الذكي الذي اتبعه الحوثي وكسب به الكثير، إلا أنه بشارة تفاؤل للجنوبيين، الذين بدأوا التحرك من خلال التعبير عن وجود مستقل، وعبر قناة «عدن» التي أصبحت تتحدث عن إقليم عدن وقراراته وسياساته، قد يبقى الحوثي ممسكاً بخناق الشمال، لكن الجنوب سيكون فصلاً آخر مريراً.