وقالت مصادر محلية وشهود عيان لوكالة "قدس برس" اللندنية، اليوم الأربعاء (29|10)، إن قوات من الجيش المصري معزّزة بعشرات الجرافات والدبابات وآليات الهدم الثقيلة شرعت ظهر اليوم بعملية هدم وإزالة وتفجير لمنازل مدينة رفح، بعد أن تسلّم أصحابها إخطارات وإنذارات عسكرية بإخلائها والرحيل عنها.

وتزامنت عملية الهدم والتفجير التي نفذّتها وحدات من "سلاح المهندسين" التابع للجيش المصري، مع تحليق مكثف للطائرات الحربية في أجواء سيناء.

وأضافت المصادر، أن الجيش قرّر البدء بإخلاء المنازل التي تقع على بعد 300 متراً من حدود قطاع غزة في المرحلة الأولى من تنفيذ خطة إقامة المنطقة العازلة، وفي مرحلة ثانية ستبدأ عملية إخلاء سكان مدينة رفح القاطنين على بعد 500 متراً من الحدود، وهكذا تمهيداً لإخلاء منطقة على مسافة لا تقل عن 7 إلى 10 كيلومترات عن القطاع.

من جانبهم، قال نشطاء مصريون على مواقع التواصل الإجتماعي "إن السيسي نجح في الاختبار وقام اليوم الأربعاء بتهجير أكثر من 10 ألاف مواطن سيناوي قسريا من منازلهم دون توفير أي بديل لهم سوى وعد من محافظ سيناء بدفع مبلغ 900 جنيه مصري (حوالي 125 دولار أمريكي) شهرياً لكل أسرة هُدم منزلها إلى حين توفير سكن لهم، ويأتي هذا في ظل حرب الجيش الوهمية على الإرهاب"، كما قالوا.

ويقدّر عدد المنازل المفترض أن يهدمها الجيش المصري في تلك المنطقة بألف منزل تم إنذار أصحابها بالبدء بعملية الإخلاء.

وتشمل الخطة إنشاء منطقة عازلة تقع على طول الشريط الحدودي مع غزة، وإنشاء قناة مائية وجدار حديدي أسفل الأرض وذلك بحجة منع تهريب السلاح والمسلحين من داخل قطاع غزة إلى الأراضي المصرية.

ويشار إلى أن نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قد سعى في عام 2007 لإقامة المنطقة العازلة المذكورة بتمويل أمريكي، حيث بدأ بوضع ألواح حديدية أسفل الأرض لمنع عمليات تزويد المقاومة الفلسطينية في غزة بالأسلحة، غير أن هذه الخطة باءت بالفشل.

ولقي العشرات من الجنود المصريين مصرعهم في سلسلة هجمات نفذها مسلحون ضد مواقع للجيش المصري في سيناء خلال الأسابيع الماضية، قرّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إثرها إنشاء منطقة عازلة مع قطاع غزة، في مسعى لـ "مكافحة الإرهاب"، على حد تعبيره.